الأسد في طهران؛
الأهداف والرسائل

وكالة القدس للانباء(قدسنا) «أحمد روح الله زاد»*: زار الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الاثنين 25 فبراير العاصمة الإيرانية في زيارة استمرت يوم واحد، التقي خلالها قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية حسن روحاني حيث اعتبر الكثير من المراقبين هذه الزيارة زيارةً مهمةً للغاية. ومهما يكن فان هناك عدة نقاط تتعلق بهذه الزيارة التي جاءت في ظروف حساسة، نشير إلي أهمها فيما يلي:

-منذ بداية الأزمة السورية لم يتمكن الرئيس السوري من الخروج إلي خارج الأراضي السورية لأسباب سياسية وأخري أمنية. منذ ثمانية أعوام لم يتمكن الرئيس السوري من زيارة أي بلد سوي روسيا وتلك الزيارات القصيرة كلها تمت في ظروف خاصة بحسب مصادرة مطلعة. لكن زيارة الأسد إلي طهران تختلف عن الزيارات الخارجية التي قام بها خلال سنوات الأزمة(أي زياراته إلي روسيا) حيث أنها أجريت في ظروف تغيرت فيها موازين القوي لصالح محور المقاومة. ما يؤكد ذلك هو عدم تمكن الاستخبارات الغربية والصهيونية من رصد زيارة الأسد إلي العاصمة الإيرانية إلا بعد الإعلان عنها بواسطة وسائل الإعلام الإيرانية. والجميع يعرف بأن تلك الاجهزة الاستخبارية تتابع عن كثبت تحركات الرئيس السوري من أجل النيل منه.

-زيارة الأسد إلي العاصمة الإيرانية هي أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس السوري منذ عام 2011. وبالنظر إلي دلالات الزمان والتوقيت و ومستوي الزيارة، يمكن القول بأن هذه الزيارة جاءت للتأكيد علي عمق علاقات بين البلدين خاصة فيما يتعلق بقضية محاربة الارهاب ومؤامرات القوي الغربية ومخططات المحور العربي العبري. كما أنها جاءت بهدف رسم اسراتيجية لمواجهة تلك المخططات والمؤامرات.

-زيارة الرئيس السوري إلي طهران أجريت في ظروف تسعي فيمها الدول العربية لإعادة النظر في علاقاتها مع دمشق وسياساتها تجاه الحكومة السورية، حيث اقترحت بعض الدول العربية علي سوريا بأنها سوف تساهم في دعم الاقتصاد السوري والمساهمة في إعادة اعمار سوريا مقابل ابتعاد دمشق عن طهران.

-هذه الزيارة تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي موسكو ولقاءه بالرئيس الروسي فلادمير بوتين. إن زيارة الأسد إلي طهران هي تأكيد علي محاولات نتنياهو الرامية لاضعاف التحالف الإيراني السوري من خلال الاستنجاد بروسيا، خاصة وان نتنياهو أعلن في وقت سابق بأن الهدف من زيارته إلي موسكو هو بحث التواجد الإيراني في سوريا.

-هذه الزيارة أجريت في ظروف تتعاون فيها الحكومة التركية مع امريكا وذلك برغم تعهدات انقرة في اجتماع سوتشي.

-إن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلي العاصمة الإيرانية في الفترة الراهنة حملت في طياتها رسائل عديدة وجتها للقوي الإقليمية والدولية الهادفة لخلق ظروف من شأنها إضعاف المقاومة وتمرير اهدافها العدوانية في المنطقة. ان موازين القوي قد تغيرت لصالح محور المقاومة في الأشهر الأخيرة وذلك بعد تحرير المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المنظمات الارهابيةُ.

-ان زيارة الأسد إلي العاصمة الإيرانية وجهت رسائل كبيرة للانظمة العربية التي تسعي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي . ان هذه الزيارة أكدت لتلك الأنظمة بأن التحالف مع امريكا واسرائيل لايجلب لهم الخير و لن يوفر مصالحها، وان العداء لإيران يؤدي إلي زعزعة امن المنطقة واستقرارها ذلك لأن ايران هي المحور الرئيسي للأمن المنطقة، والتعاون معها يساعد علي ارساء الامن والاستقرار في المنطقة.

-واخيرا تعتبر زيارة الأسد إلي طهران رسالة وصفعة قوية لتلك الدول المشاركة في مؤتمر وارسو المعادي لايران والمقاومة، لتؤكد علي أن التعاون بين دول محور المقاومة مستمر برغم كل المحاولات الهادفة لاضعاف المقاومة، وان كل تلك المحاولات والمؤامرات لن تؤثر علي ارادة المقاومة واستراتيجيها.

*كاتب وصحفي إيراني