تمرد الفلاشا بعد4عقود
من الهجرة إلي فلسطين

وكالة القدس للانباء(قدسنا)
وكالة القدس للانباء(قدسنا) خاص- يطلق على اليهود من أصل إثيوبي في إسرائيل تسمية "الفلاشا"، وتشمل المهاجرين من إثيوبيا وأبنائهم الذين نقلت السلطات الإسرائيلية الجزء الأكبر منهم في إطار العملية السرية "سولومون" في تسعينيات القرن الماضي.
يبلغ عدد الإسرائيليين من أصل إثيوبي حوالي 150 ألف شخص، أي قرابة 2% من إجمالي التعدد السكاني لإسرائيل. إن غاية هؤلاء من الهجرة إلي إسرائيل هو الحصول علي حياة أفضل ماكانوا عليه في إثيبوبا(ولد أكثر من 85 ألف منهم في إثيوبيا)، وهذا يعني أن هجرتهم إلي الأراضي المحتلة ليست نتيجة لاعتقادهم بالمشروع الصهيوني بل بغية الدخول إلي جنة عدن التي وعدهم بها الصهاينة الذين جاؤوا بهم إلي هناك. وبعد مرور اربعة عقود من هجرهتم إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة وجدوا انفسم في جحيم يسوده التمييز والاضطهاد خاصة و أن الإسرائيليين لا يزالون ينظرون لهم نظرة فوقية لدواعي شتى، أحدها لون البشرة.
و تواصلت في إسرائيل(الأراضي المحتلة) احتجاجات اليهود الفلاشا ذوي الأصول الإثيوبية على مقتل فتى منهم برصاص ضابط إسرائيلي في خليج حيفا الأحد الماضي، ورأى المتظاهرون في الحادثة تعبيرا عن التمييز الذي يتعرضون له.
إن أول ما يمكن قوله عن هذه الاحتجاجات هو انه صحيح أن المظاهرات الصاخبة ليهود الفلاشا جاءت احتجاجا على مقتل شاب من أصول إثيوبية برصاص ضابط في الشرطة الإسرائيلية لكن مشاركة باقي الطوائف اليهودية إلي جانب يهود الفلاشا وايضا حجم المشاركة والشعارات التي رفعها المتضاهرون خلال هذه المظاهرات، عكست بوضوح حجم الشرخ في المجتمع الصهيوني.
وهناك نقطة ترتبط بهجرة يهود الفلاشا إلي الأراضي المحتلة ونود الإارة إليها وهي ان يهود الفلاشا هارجوا إلي اسرائيل في فترة حكومة اليسار الإسرائيلي، فهم في ذلك الحين ورغم الحصول علي مستوي اجتماعي واقتصادي منخفض كانوا يعبرون عن رضاهم لأن ما حصلوا عليه في بداية تركهم لإثيوبيا كان أفضل بكثير من عدمه قبل الهجرة. لكنهم الآن وبعد مرور اربعة عقود من هجرتهم إلي هناك وبعد هيمنة اليمين المتطرف علي سدة الحكم في الكيان الصهيوني، أخذوا يشعرون باستمرار ممارسة "التمييز العنصري النظامي الممنهج" بحقهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية، إضافة إلي تعامل الشرطة الإسرائيلية معهم بالعنف التعسفي، ما يجعلهم يؤكدون بأنهم يعانون من التفرقة العنصرية في التعاملات اليومية، مشيرين إلى أن العنصرية والتمييز يعيقان تطور مجتمعهم ككل، فهذه الأمور وغيرها من السياسات التعسفية بحق هؤلاء المهاجرين دفعهم للتمرد علي كيان العدو الذي يتطاول حتي على أبناء جلدته بظلمه.
فقضية اليهود الفلاشا إلي جانب قضايا أخري كالشرخ بين اليهود الأشكناز واليهود السفارديم، وبين اليهود البيض والسود، واليهود العرب واليهود غير العرب، واليهودي وغير اليهودي، ورجال السياسة والعسركيين، إضافة إلي الشرخ القومي بين الصهاينة الذين هجروا من روسيا وبريطانيا وبولندا و..الخ إلي الأراضي المحتلة هي من الأزمات الداخلية التي تعصف بالكيان الصهيوني وتهدده بالانهيار من الداخل بسبب الانقسام والتفكك في المجتمع الصهيوني.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS