السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

يهود «صفقة القرن»
يقوضونها!

د. عصام نعمان

وكالة القدس للانباء(قدسنا) في الأسبوع القادم، سيقوم المستشار الخاص للبيت الأبيض وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر بجولة في دول المنطقة، على رأس وفد أمريكي رفيع المستوى.

 

مهمة كوشنر دراسة كيفية تطبيق خطة التنمية الاقتصادية على الفلسطينيين التي قدّرتها صحيفة «يسرائيل هيوم» (2019/7/22) القريبة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بنحو 50 مليار دولار.

 

يضمّ الوفد مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عن السياسة حيال إيران برايان هوك، ويساند الوفد سفير الولايات المتحدة في «إسرائيل» ديفيد ليبرمان.

 

مفارقتان طبعتا الوفد الأمريكي قبل مباشرة مهمته. الأولى، أن كل أعضائه هم من اليهود، بمن فيهم السفير ليبرمان الذي يحمل الجنسية «الإسرائيلية» إلى جانب الجنسية الأمريكية. الثانية، أن غرينبلات حرص في الأسبوع الماضي على القول في مقابلة مع إحدى الصحف التي تصدر في لندن إن خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم «صفقة القرن» لا تستخدم في نصّها مصطلح «حل الدولتين» أو «مستوطنات»، وإنه يفضّل شخصياً لفظ «أحياء أو مدن»، «لأن كلمة مستوطنات هي مصطلح تحقير يتم استخدامه بشكل متحيّز لوضع إصبع على جانب واحد من الصراع»!

 

مقاربةُ غرينبلات لمهمة الوفد أثارت استغراباً وحتى امتعاضاً في بعض أوساط «إسرائيل» السياسية، لعل أبرزها ما كتبه عنها المحلل السياسي روغل ألفر في صحيفة «هآرتس» (2019/7/21). ألفر حَرِصَ على نعت غرينبلات بأنه «المبعوث اليهودي الخاص للرئيس دونالد ترامب، وهو شخص استفزازي». لماذا؟ لأنه قال جازماً في المقابلة التي أجرتها معه القناة العامة في التلفزيون الأمريكي إن «إسرائيل»، في الصراع مع الفلسطينيين، «ليست مسؤولة عن الوضع الذي نشأ بل هي الضحية»!

 

«إسرائيل» ضحية ؟

 

ألفر، الذي أذهله تصريح غرينبلات بأن الضفة الغربية ليست «محتلة»، إنما موضع «خلاف»، قال «إن عينيه لا تريان السيطرة العنيفة التي يمارسها الجيش «الإسرائيلي» في الضفة من نهب الأراضي الفلسطينية بالاستيلاء عليها، ودوس حقوق الإنسان، والإقصاء والسلب، والعنصرية المؤسساتية، ومنظومة الأبارتهايد (...) إنه يرى، لكنه يشعر بحاجة إلى أن يستفز الفلسطينيين ويصف أراضيهم بأنها «موضع خلاف».

 

هذه المغالطات والاستفزازات حملت ألفر على وصف غرينبلات بأنه «Froll» ترامب إلى الشرق الأوسط. Froll

 

تعني «قزم خرافي» يسكن الكهوف أو يقيم تحت الأرض في الميثولوجيا الإسكندنافية !ليس غرينبلات أول من اعتبر الضفة الغربية أرضاً «غير محتلة». سبقه إلى ذلك السفير الأمريكي ديفيد ليبرمان الذي كان، قبل تعيينه سفيراً، مستوطناً كغيره من المستوطنين، إلى أن اختاره ترامب، لحيازته الجنسية الأمريكية، سفيراً لواشنطن في «إسرائيل». ولأن الضفة الغربية ليست في رأيه منطقة محتلة، فقد «أجاز» ضمّها إلى الكيان الصهيوني.

 

ثمة أسئلة تُطرح في هذا السياق: لماذا يتفوّه غرينبلات وليبرمان وغيرهما من المسؤولين الأمريكيين بهذه الكلمات المستفزّة للفلسطينيين؟ أليس من شأنها، في نهاية المطاف، الإسهام في تقويض «صفقة القرن»؟ ألا يدل ذلك على أن بعض المسؤولين في إدارة ترامب غير جادين في مسألة تحقيقها؟

 

ألفر، يبدو موافقاً على عدم جديتهم. يقول في مقالته: «لو كان غرينبلات يرغب حقاً في إعادة الفلسطينيين إلى مائدة المفاوضات، لكان أكثر حرصاً على الحديث بصورة مختلفة عن القضايا الأكثر مركزية بالنسبة إلى هويتهم الوطنية. لكنه، كشخص استفزازي، لا يريد سوى إغضابهم».

 

.. هكذا تتقوّض «صفقة القرن» على ألسنة أصحابها!




محتوى ذات صلة

تقدير إسرائيلي: بايدن يحيي صفقة القرن لاعتبارات إقليمية

تقدير إسرائيلي: بايدن يحيي صفقة القرن لاعتبارات إقليمية

رغم تراجع الحديث الأمريكي الإسرائيلي بشكل رسمي عن "صفقة القرن"، لكن الإسرائيليين يزعمون أن ما تشهده المنطقة من حراكات سياسية وتحالفات دفاعية إنما هو تحقيق للأهداف الاستراتيجية التي من أجلها انطلقت صفقة القرن، حتى لو تم ذلك بدون اسمها حرفياً.

|

قائد عسكري ايراني: الشهيد سليماني أفشل صفقة القرن

قائد عسكري ايراني: الشهيد سليماني أفشل صفقة القرن

اكد رئيس مركز الدراسات والابحاث الاستراتيجية في جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية العميد احمد رضا بوردستان بان شخصية الحاج قاسم سليماني كانت شخصية استراتيجية في العالم الاسلامي والعالم.

|

إدارة بايدن تنوي تقديم خطة جديدة للسلام بين الفلسطينيين و "اسرائيل"..

محللون فلسطينيون: الدور الأميركي ليس نزيها و أي مبادرة اميركية ستهدف إلي إدارة الأزمة وواشنطن تريد نقل معظم اهتمامها للصراع الصين
إدارة بايدن تنوي تقديم خطة جديدة للسلام بين الفلسطينيين و "اسرائيل"..

محللون فلسطينيون: الدور الأميركي ليس نزيها و أي مبادرة اميركية ستهدف إلي إدارة الأزمة وواشنطن تريد نقل معظم اهتمامها للصراع الصين

أكد خبراء و محللون سياسيون فلسطينيون لـ«قدسنا» أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس الخداع السياسي تحت مسمى مبادرات السلام، فأي خطة أميركية جديدة للسلام بين الفلسطينيين و "اسرائيل" ستهدف إلي إدارة الأزمة في المنطقة لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)