هدم منازل الفلسطينيين
جريمة بحق الإنسانية

حسين رويوران
وكالة القدس للانباء(قدسنا) في 22 تموز 2019، بدأت فرق الهدم الإسرائيلية العمل في وقت مبكر في حي وادي الحمص في قرية صور باهر في الضفة الغربية المحتلة، وشارك في العملية جيش صغير نسبياً مكون من 700 شرطي و 200 جندي.
وأدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول ومنظمات هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين. إن العدد من المحللين يرون بأن سياسة هدم المنازل الفلسطينية تأتي في إطار سياسة ثابتة قامت عليها اسرائيل، ألا وهي تهجير الفلسطينيين من اراضي وبناء مستوطنات اسرائيلية وتوطين الصهاينظ فيها وبالتالي توسيع وضم المزيد من الأراضي إلي كيان الإحتلال.
وحول هذا الموضوع، أجرت وكالة القدس للانباء(قدسنا) حوارا مع الكاتب والمحلل السياسي، الخبير في الشؤون الإقليمية، حسين رويوران، واستفسرته عن اسباب استمرار عمليات الهدم في القدس المحتلة وتداعيات هذا التصعيد الخطر.
واعتبر رويوران عمليات هدم منازل الفلسطينيين في بلدة صور باهر جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، جريمة كبري تخالف المبادئ العامة لاتفاقيات جنيف. كما اعتبر هذه الجريمة بأنها خطوة لتنفيذ صفقة القرن الأمريكية؛ الصفقة التي طرحت من أجل تحقيق ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه.
وأضاف رويوران: ان اكثر البيوت التي تم تهديمها كانت في بلدة صور باهر جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، لكن القوات الصهيونية لم تكتف بذلك، بل خططت لهدم المزيد من البيوت الفلسطينية لكن هذه المرة في العيزرية وابوديس، وبذلك تريد تهويد البدات الفلسطينية عبر تهجير سكانها و توسع النشاط الإستيطاني هناك.
وأوضح المحلل والخبير في الشؤون السياسية، ان ما قامت به إسرائيل من عمليات هدم وتدمير لمنازل الفلسطينيين يعارض القراران 242 و338، الصادران بعد حربي 1967 و1973 العربية – الإسرائيلية، كما انها وبناء علي اتفاقيات جنيف تعتبر جريمة بحق الإنسانية، لكن مع الأسف الشديد لم نر إدانات ولا ردا مناسبا علي هذه الرجيمة الإسرائيلية من قبل المنظمات التابعة لمجلس الأمن الدولي.
وفي جانب آخر من تصريحاته، أَشار إلي قرار ابومازن وقف الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، وقال: علي المستوي السياسي الفلسطينية، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، وتشكيل لجنة لتنفيذ القرار عملا بما صدر عن المجلس المركزي الفلسطيني، وذلك بعد بضعة أيام من هدم إسرائيل مباني سكنية فلسطينية في بلدة صور باهر جنوبي القدس المحتلة.
وأوضح رويوران: ان قرار السلطة الفلسطينية المتمثل في الغاء كل الاتفاقيات مع إسرائيل، هو قرار صائب وفي الاتجاه الصحيح وإن جاء متأخرا عن اوانه. والنطقة الهامة التي لابد من الإشارة لها هي أن خطوات الاحتلال الإسرائيلي أصبحت غير مرضية حتي للسلطلة الفلسطينية التي طالما تعاون مع هذه الكيان المحتل.
وأكد علي أن عمليات الهدم "غير القانونية" لمنازل الفلسطينيين في القدس المحتلة سيدفع الفلسطينيين إلي الرد علي انتهاكات الإحتلال الإسرائيلي الأمر الذي يقود الضفة إلي معركة مفتوحة وواسعة ضد الإحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد اعلان السلطلة الفلسطينية وقف الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل ووقف التانسيق الأمني معها.
وختم رويوران بالقول: منذ توقيع اتفاقية اوسلو في عام 1993و بعد مرور 26 عام من توقيع هذه الاتفاقية لم نر موقف موحد يجمع الفصائل الفلسطينية، لكن الآن وبعد اعلان السطلة عن قرار عباس وقف الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، يمكننا ان نري بوادر تطورات قد تؤدي إلي اجماع فلسطيني، وذلك بعد ان رأينا مؤخرا موقف فلسطيني موحد رافض لصفقة القرن ومؤتمر المنامة.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS