qodsna.ir qodsna.ir

أسباب استهداف ناقلة النفط
الإيرانية في البحر الأحمر

سعيد رضا دلشكيب

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) صباح يوم الجمعة الماضي، استهدفت ناقلة نفط تابعة لإيران في البحر الأحمر بضربتين، خلفتا أضراراً كبيرة. وبحسب ما كشفت عنه مصادر صحفية ان صاروخين أصابا ناقلة نفط "سابيتي" التابعة لإيران مما أشعل النار فيها قبالة ميناء جدة السعودي.

 

إن هذه العملية العدوانية تمت بعد ان طرحت إيران مبادرتها لتأمين الأمن وسلامة الملاحة الدولية والتي عرفت بـ«مبادرة سلام هرمز» وهي المبادرة التي لاقت ترحيبا دوليا واقليميا خاصة دول الجوار وعلي رأسها السعودية، بحيث أعلنت السعودية عن استعدادها للحوار مع طهران لتسوية الخلافات.
 

وتم هذا الهجوم قبيل زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إلي طهران، وهي زيارة قيل أنها تهدف إلي التوسط بين طهران والرياض. ومن جهة ثانية أعادت هذه الزيارة إلي الأذهان زيارة رئيس الوزراءِ الياباني، شينزو آبي، إلي طهران بعد استهداف ناقلة النفط اليابانية في مياه الخليج الفارسي.پ

 

وفيما يتعلق بتحديد الطرف المسؤول عن الانفجار، يمكن القول: إ السعودية وبعد ان وجدت نفسها في حرب استنزاف في اليمن، أخذت تبحث عن مخرجا للخروج من هذه الحرب في محاولة منها لحفظ ماء الوجه، ففي إطار ذلك تقترح الرياض انهاء الحرب ضد اليمن بالتنسيق مع ايران. فما حدث في الاسابيع الماضية كاستهداف منشآت النفط السعودية، دفعها للتسارع إلي الحوار مع طهران لتسوية الخلافات والمفات العالقة. وعليه ليس من المنطقي القول بأن السعودية هي من يقف وراء الهجوم ضد ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر، إلا إذا كانت هناك اطراف داخلية سعودية معارضة للتقارب بين طهران والرياض، لكن هذا القول كما يتبين ضعيف جدا.

 

إن هذا الاستهداف يجد تفسيراً منطقياً له إذا ما ربطناه بالمحاولات الأمريكية والإسرائيلية المستمرة منذ أشهر لتفجير المنطقة، خاصة بعد ما شهدت الأيام الأخيرة توحيد وجهات النظر بين دول المنطقة حول ضرورة الحفاظ علي أمن المنطقة واستقرارها. فمن الطبيعي ان التقارب بين الدول الإقليمية لايخدم مصالح الصهاينة والأمريكا، الأمر الذي يدفعهم لاتخاذ خطوات تهدف لتوتير الأوضاع في المنطقة وتحويلها إلي برميل باروت.


وقد اعلنت طهران انه من المبكر تحديد الطرف المسؤول عن الانفجار، في حين كانت بعض الدول الاقليمية تسارع إلي اتهام طهران في حوادث مماثلة شهدتها المنطقة من قبل برغم عدم وجود أدلة تثبت تورط إيران في تلك الهجمات.

 

ومهما يكن فان ايران في انتظار نتائج التحقيق في ملابسات الهجوم، والأمر الذي لاشك فيه ولاريب هو ان إيران سوف ترد بشكل بقوة علي الجهة التي تقف وراء الهجوم، ما يثبت ذلك هو إسقاط طهران لطائرة استطلاع أمريكية مسيرة وكذلك احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز بسبب عدم مراعاتها القوانين الدولية البحرية.

 

‌‌‌‌إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت أن تواجهة سياسة الضغوط القصوي التي انتهجتها ادارة ترامب بهدف تصفير صادرات النفط الإيرانية، بحيث استطاعت طهران الحصول علي اسواق عالمية بديلة لتلك التي منعت من شراء النفط الإيراني، وعليه تصدر إيران ما يفوق مليون برميل يوميا إلي الدول المختلفة. وما يمكن قوله في الختام هو ان خطوات معادية ضد ايران واقتصادها لايمكن أن تؤثر علي صادرات النفظ الإيرانية بل تدفع إيران لتعزيز قدراتها لمواصلة المسيرة للدفاع عن مصالحها بكل قوة.