السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

أخلاق المقاومة الفلسطينية
وانحطاط الجيـش الإسرائيلي

حسين لافي

وكالة القدس للانباء(قدسنا) كتب حسين لافي: يحاول قادة العدو الصهيوني، إضافة إلى وزرائه وضباط جيشه ومؤسسته العسكرية ورؤساء أحزابه السياسية، أن يظهروا جيشهم مبنياً على منظومة أخلاقية، حيث يسوّقون له أنه من الجيوش القليلة على مستوى العالم التي تستند إلى قيم أخلاقية إنسانية عظيمة، وقادر على المحافظة على قواعد الانضباط ولجم الغضب.

 

يذكرون في دعايتهم بعض الأمثلة الشاذة، عن طفل فلسطيني يلاحق جندياً إسرائيلياً مسلّحاً، وهو يقذفه بالحجارة والجندي يضحك ولا يحرك ساكناً، أو صورة للفتاة "عهد التميمي" وهي تلطم أحد الجنود الإسرائيليين على وجهه من دون أن يرد عليها، في عملية تناس ٍ ممنهجة من قبلهم لأفعال جيش الاحتلال الإرهابية المنظمة على مدار اللحظة ضد الشعب الفلسطيني.

 

أين أخلاق جيش الاحتلال في اقتحام البيوت ليلاً على ساكنيها بعملية اعتقالات يومية من دون أدنى تهمة سوى الاعتقال الإداري؟ هل ممكن أن نبرر توقيف الناس وإذلالهم على حواجز الضفة الغربية لساعات، بحجة توفير الأمن لأكثر من نصف مليون مستوطن لا ينتمون إلى هذه الأرض؟

 

أين الأخلاق في مجازر التطهير العرقي ضد كل فلسطيني بدءاً من مجازر خطة دالت عام ١٩٤٨م، مروراً بمجازر كفر قاسم وخانيونس وبحر البقر، صبرا وشاتيلا، وعناقيد الغضب، وليس انتهاء بمجازر حروب غزة الثلاثة، والإعدامات المنظمة على حواجز الموت في الضفة والقدس.

 

لكن العقلية الصهيونية لديها دائماُ التبريرات النفسية، من حيث إقناع نفسها بأنها (الضحية) المطاردة من الأغيار، وأن من يجبرها على ارتكاب تلك المجازر هم الفلسطينيون، كما صرحت سابقا بذلك جولدا مائير ، عن انّ مجرد وجود الفلسطيني على هذه الأرض يشكل ذريعة لكل أفعال الإرهاب المنظم من دولة احتلال صوّر آباؤها المؤسسون لمستوطنيهم الجدد أن هذه الأرض خالية بلا شعب، وأن مجرد وجود الشعب الفلسطيني عليها منذ ثلاثة آلاف عام، فعل إجرامي بحق الصهيوني يستوجب قتل الفلسطيني .

 

لقد سلطت القيادات الإسرائيلية عدسات الإعلام الإسرائيلي الموجه على بعض أفعال المقاومة الفلسطينية، مثل حادثة مقتل الجنديين الصهيونيين في مخفر الشرطة في مدينة رام الله بداية الأحداث سنة 2000م ، وسوّقت أن الشعب الفلسطيني شعب بربري متوحش يقوم بالتمثيل بالجثث والتنكيل بالمستوطنين، متناسين أن المقاومة الفلسطينية على مدار مراحلها المتعددة في حالة دفاع عن شعبها وأرضها. فاعترافات قادة الجيش الصهيوني أنه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ، طلب رئيس الوزراء ورئيس الأركان الصهيونيين آنذاك ألا يقل معدل الشهداء من الفلسطينيين عن 15 شهيداً يومياً، في عملية كي الوعي الفلسطيني تجاه قدرته على مقاومة جيش الاحتلال ومستوطنيه.

 

إجرام الجيش الإسرائيلي وجنوده وصل إلى حد أصبح يشكل خطراً لدى بعض الصهاينة على صورة إسرائيل الديموقراطية الزائفة أمام العالم، كقضية الجندي "أرون ازاريا" قاتل الشهيد "عبدالفتاح الشريف" في الخليل، لذا نشر بعض الصحف الصهيونية مقالاً انتقد الجيش وحذره من أنه قد تجاوز الخطوط الحمر، حيث قام بأعمال مشينة ضد الفلسطينيين، وتعدّى على الأخلاق، ويؤكد أنه مهما حصل يجب أن يظل الجيش متمسكاً بقيمه ولا ينحرف عنها. ويذكر المقال 12 حدثاً قام بها الجيش الإسرائيلي منها:

 

تصوير الجنود أنفسهم مع جثث الشهداء.

تسجيل صوت جندي وهو يفتخر أنه قتل 20 فلسطينيا.

تعرية الشهداء من ملابسهم والنظر والاستهزاء بأعضائهم وأجسامهم.

سرقة أموال وكميات من مصاغ النساء الذهبية من البيوت التي يقتحمونها، واخذها لصالحهم الشخصي.

تبقى تلك نماذج ، لكن هناك آلاف التجاوزات اللاأخلاقية لهذا الجيش الذي يدّعي زوراً القيم الإنسانية.

 

مقاومة الشعب الفلسطيني شعبية وعفوية، فهو لا يمتلك جيشاً، بل ان مقاومته مبنية على شعب أعزل غير مسلح، ولا يمتلك ترسانة عسكرية إذا ما قورنت بجيش الاحتلال.

 

رغم اختلال موازين القوى لصالح الاحتلال، أظهرت المقاومة الفلسطينية وفي كل المراحل ،حرصها على الالتزام بالأخلاق التي تتناسب مع أحقية قضيتها العادلة، وبذلك تسجل تفوقا آخر على جيش الاحتلال في ساحة الأخلاق والالتزام بالقيم الإنسانية.




محتوى ذات صلة

السيد حسن نصرالله: الشهيد رئيسي عمل على دعم حركات المقاومة بشكل علني / مشاهد التشييع المليوني رسالة مهمة / على العدو أن ينتظر منّا المفاجآت

السيد حسن نصرالله: الشهيد رئيسي عمل على دعم حركات المقاومة بشكل علني / مشاهد التشييع المليوني رسالة مهمة / على العدو أن ينتظر منّا المفاجآت

قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، عندما تولّى الشهيد السيد رئيسي رئاسة الجمهورية عمل من خلال موقع الرئاسة على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلني على كل صعيد، وكان التزام السيد رئيسي عاليًا وكبيرًا في هذا الصدد".

|

المقاومة الفلسطينية تصطاد 15 جندياً إسرائيلياً  في رفح

المقاومة الفلسطينية تصطاد 15 جندياً إسرائيلياً في رفح

تُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور القتال، ولا سيما في مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة وجباليا، حيث تصطاد جنود الاحتلال وآلياتهم، وتخوض اشتباكات ضارية معها من مسافات قريبة، وبالأسلحة المتنوعة.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  2. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  3. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  4. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  5. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  6. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  7. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  8. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  9. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  10. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  11. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  12. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)