qodsna.ir qodsna.ir

احياء يوم القدس العالمي
في زمن كورونا

حسين رويوران

وكالة القدس للانباء(قدسنا) حسين رويوران :

 

في عام 1979 م عندما أعلن الإمام الخميني(رض) الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لكل عام يوما عالميا للقدس؛ لم يكن يطمح إلي حشد الدعم للقضية الفلسطينية في هذا اليوم فحسب، بل كان يطمح إلي تشكيل جبهة اسلامية وانسانية موحدة تطالب بحقوق المظلوم وتدين الظالم وسياساته حتي انهيار الاستعمار والاستبداد لكي ينعم الناس-في كافة أرجاء المعمورة- بالأمن والسلام.

 

السؤال المحوري الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف لنا ان نحيي يوم القدس العالمي لهذا العام في ظل تفشي فيروس كورونا في كافة انحاء العالم؟ كيف يمكننا تلبية دعوة الإمام؟ لاشك ان المسيرات والوقفات الشعبية هي الطريقة التقليدية لاحياء هكذا أيام(وهذا ما حصل في ايران وباقي دول العالم طيلة العقود الأربعة الماضية) خاصة في ايران حيث كان الناس في كافة الحالات(في الحرب والسلم) يخرجون إلي الشوارع في مسيرات ميليونية معلنين عن دعمهم للضعب الفلسطيني وقضيته.

 

الشعب الإيراني وخلال السنوات الماضية اعتبر احياء يوم القدس العالمي وبشكل عام الدفاع عن القضية الفلسطينية تكليفا شرعيا وامرا تفرضه الشريعة وتشدّد عليه. لكن اليوم وظل تفشي فيروس كورونا المستجد لابد من تغيير طريقة التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته، فهناك بدائل أخري يمكنها ان تكون فاعلة ومؤثرة ولاتقل أهمية عن تنظيم التظاهرات والمسيرات.

 

 الجدير بالذكر ان أحد أهداف الاعلان عن طوم القدس العالمي هو تحديد موعدا معنويا يتم فيه اعلان الدعم للقضايا العادلة وفي نفس الوقت ادانة الظلم والاستكبار؛ فعلي الأحرار في هذا اليوم ان يحددوا مع أي جبهة يقفون؟ مع الظالم أم مع المظلوم؟

 

وعلينا ان نتساءل الآن: كيف يمكن الاعلان عن موقفنا من هذه القضية؟ هل الاعلان يتم من خلال المشاركة في المسيرات الاحتجاجية ؟ أم هناك بدائل أخري يمكن من خلالها اعلان الدعم للشعب الفلسطيني قضيته؟ بطبيعة الحال هناك بدائل أخري يمكن من خلالها تأدية الواجب. كما ان الصلاة يمكنها ان تكون بشكل جماعة ويمكنها ان تكون فردية. لاشك ان صلاة الفرد في بيته منفرداً وصلاته في المسجد جماعةً تختلف من ناحية الأجر والثّواب، لكن عدم التمكن من اقامة صلاة الجماعة لاتسقط فريضة صلاة الفرد في بيته منفرداً.

 

كما ان العمل عن بعد (العمل من المنزل) حل محل العمل التقليدي والتواجد في ساحة العمل، يمكننا نحن ايضا ان نحيط يوم القدس من خلال العالم الافتراضي.  

 

الجيل الحالي يمكنه يمتلك القدرة علي القيام بهذا الدور والتكليف الشرعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. الظروف الحالية تقتضي ان يقوم كل فرد بدوره وان يسارع في الدفاع القدس والمسجد الأقصي حتي لا يستغل الأعداء الفرصة لتمرير سياساتهم ومخططاتهم الهادفة لجعل القضية الفلسطينية طي النسيان.