فرنسا تستغل الأزمة
اللبنانية لتمرير أهدافها

طلال عتريسي
أكد أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، طلال عتريسي، ان الرئيس الفرنسي استغل انفجار بيروت لابراز دور بلاده في بيروت، وحاول إبعاد "حزب الله" عن الحكومة الجديدة لكن محاولاته باءت بالفشل.
وفي تصريح خاص لوكالة القدس للأنباء(قدسنا) قال عتريسي: إن فرنسا سعت إلي التأثير علي الساحة السياسية اللبنانية عبر تأدية دور فعال ومؤثر كاقتراح مساعدات إلي لبنان عبر مؤتمر مساعدة لبنان بعد الانفجار في مرفأ بيروت، والتأكيد علي وجوب إيصال المساعدات بشكل "مباشر" إلى الشعب اللبناني، لكن هذا الدور وصل إلي طريق مسدود.
وأضاف: ان الجهود الفرنسية في لبنان تأتي في اطار صراع باريس مع قوي اقليمية أبرزها المواجهة مع تركيا بشرق البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف: ان الدور الفرنسي في لبنان وصل إلي طريق مسدود بعدما تم الاعلان عن عدم تشكيل الحكومة الجديدة بسبب العراقيل الداخلية، فهناك جهات كانت تعمل بهدف اخراج حزب الله التمثيل السياسي وبشكل عام ابعاد الشيعة من التمثيل الحكومي.
وحول تصريحات الرئيس الفرنسي المتناقضية حول حزب الله( فمرة قال إن الحزب مكون سياسي يمتلك الحق في أن يكون في السلطة، ولكنه مؤخرا أعلن بأنه "أخذ علما بالخيانة الجماعية" للطبقة السياسية اللبنانية بعد إخفاقها في تشكيل حكومة)، قال طلال عتريسي: الموقف الفرنسي الأخير يختلف عن الموقف الذي أعلنه مكرون خلال زيارته إلي لبنان؛ فهو في الزيارة الأوليتعامع بايجابية مع حزب الله ورفض الحديث عن نزع سلاح الحزب مؤكدا ان هذا الحزب مكون اساسي يمتلك الحق في أن يكون في السلطة. لكنه في الزيارة الثانية تحدث بلغة أخري تسنجم أكثر مع الضغوط الأميركية والسعودية، خاصة وان الملك السعودي تحدث عن سلاح حزب الله وحمله مسؤولية التفجير الذي وقع في بيروت.
وعن دور السعودية في الأزمة اللبنانية الراهنية قال أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية: واضح تماماً ان السعودية ترفض مشاركة حزب الله في الحكومة، لذلك تقوم الرياض ببذل الجهود لمنع الحزب من المشاركة في الحكومة اللبنانية القادمة. علي سبيل المثال انها تمارس الضغوط ضد سعد الحريري لعدم قبوله أي حكومة تتضمن مشاركة حزب الله.
وعن تأثير مجريات الأحداث في المنطقة علي لبنان، قال عتريسي إن لبنان يتؤثر بما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات وبشكل عام موازين القوي في المنطقة. اميريكا لاتريد للمنطقة الاستقرار، فهي تريد الفوضي للعراق، وسوريا و لبنان، كما انها تريد ايضا انهاء القضية الفلسطينية.
وفي الختام أشار عتريسي إلي الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حول الاتهامات التي وجهها مكرون لحزب الله وقال: يمكا ان نفهم من خطاب السيد نصرالله ان الحزب متمسك بالمبادرة الفرنسية لكنه في نفس الوقت يطلب من المبادرة ان تأخذ الاتجاه الصحيح إلي جانب توقف الرئيس الفرنسي عن توجيه الانتقادات والتهم التي لم ولن يقبل بها حزب الله. وختاماً يمكن القول إن حزب الله يريد تشكيل الحكومة لكنه يريدها وفق الأصول المتعارف عليها وهي الأصول السياسية.