qodsna.ir qodsna.ir

إسرائيل فقدت الصلابة
الداخلية بسبب تفاقم الأزمات

د. طلال عتريسي

بعد مرور عدة أشهر على تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب بيني غانتس، بدأت الخلافات الائتلافية تظهر بشكل واضح في مسائل عدة أبرزها ما يتعلق بموازنة الحكومة والتعيينات.

 

 

الأربعاء الماضي، صوت الكنيست الإسرائيلي في القراءة التمهيدية على حل نفسه في خطوة تعني أن إسرائيل تستعد لانتخابات مبكرة، ما يضع الكيان أمام شبح الانتخابات المبكرة مجددا بعد أن شهدت 3 عمليات انتخابية عامة منذ شهر إبريل 2019م.

 

وقبيل التصويت بساعات، هاجم وزير الحرب الإسرائيلي، بني غانتس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلا: "قرر نتنياهو حل الحكومة وجرنا إلى انتخابات"، في إشارة لتصاعد الخلافات بينهما.

 

للحديث حول هذا الموضوع، أجرت وكالة القدس للانباء(قدسنا) حواراً خاصاً مع الخبير في الشؤون الاقليمية، د. طلال عتريسي، الذي أعتبر ذهاب إسرائيل لانتخابات رابعة خلال أقل من عامين هو دليل علي عمق الأزمات السياسية والاجتماعية التي يعيشها كيان الاحتلال.

 

وقال طلال عتريسي: إن الأزمة التي تمر بها إسرائيل هي الأولي من نوعها، فما تعيشه إسرائيل الآن هو عبارة عن صراع وتنافس علي النفوذ بين الكتل السياسية، إلي جانب اتهام كبار المسؤولين بملفات الفساد، فرئيس وزراء الاحتلال ينتظر المحاكمة.

 

وأضاف عتريسي: أن الكيان الإسرائيلي يشهد الآن عدة أزمات سياسية واجتماعية منها حالات الصراع والتجاذب بين الأحزاب والتهرب من الخدمة العسكرية، واتهام المسؤولين بالفساد، فهذه الأزمات كلها تدل علي أن "إسرائيل كمشروع نموذجي" وكما أريد لها أن تكون قد انتهي، لأن المشروع الإسرائيلي وعلي المستوي الداخلي، تحول إلي مشروع صراع وتنافس والدليل علي ذلك هو عجز قادة الكيان عن تشكيل حكومة.

 

وأوضح الخبير في الشؤون الاقليمية، أن هدف القادة الصهاينة لم يعد إثبات قوة الكيان الصهيوني وحضوره في المنطقة، بل الهدف أصبح اثبات حضور التيارات والأحزاب السياسية علي رأس الحكم، فكل ما تقدم يعكس عمق الأزمات الداخلية التي يعيشها الاحتلال.

 

وفي معرض رده عن سؤال حول جذور الخلاف بين القادة الصهاينة وأسباب انعدام الثقة والاقتتال الكلامي الداخلي والاتهامات العلنية بين الأحزاب الإسرائيلية، قال عتريسي، إن الخلافات بين القيادات الصهيونية هي خلافات تعكس حقيقة الأزمة في المجتمع الصهيوني، فهي تؤشر قبل كل شيء علي نهاية الكيان الصهيوني كنموذج أو مشروع.

 

وأوضح عتريسي قائلا: إن تأسيس الكيان الصهيوني كان علي أساس وحدة الشعب اليهودي كقوة متماسكة في وجه الأعداء الخارجيين. وقام المشروع الصهيوني تفتيت وتفكيك الدول المحيطة والمجاورة في مقابل الصلابة الداخلية. الأزمات الداخلية في الكيان الصهيوني تؤكد لنا بأن إسرائيل فقدت الصلابة الداخلية؛ فهناك أزمات اجتماعية وتربوية ونفسية بالإضافة إلي مشكلة عدم الثقة بالمشروع الصهيوني، فعلي سبيل المثال لم يعد الالتحاق بالجيش خطوة لرفع المعنويات. من جهة ثانية، نشهد ارتفاعُ نسبة التهرب من العسكرية وزيادة نسبة الهجرة المعاكسة من الأراضي المحتلة إلي خارجها وهذا كله دليل علي حركة إسرائيل نحو الضعف والتفكك.

 

وختم عتريسي بالقول: إن اسرائيل فقدت قوة الردع؛ تلك التي كانت تحقق من خلالها التماسك الداخلي. ثم ان القدرة علي شن الحروب الخاطفة كانت ايضا تحقق تماسكاً واجماعاً داخلياً الأمر الذي فقدته اسرائيل في الوقت الراهن وهو ما نعتبره مؤشر علي الضعف والنهاية والتفكك.