الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

القدس وواجب المسلمين
تجاه قبلتهم الأولي

وكالة القدس للأنباء(قدسنا)

بمناسبة يوم القدس العالمي.. أهمية القدس لدى المسلمين قديما وحديثا

 

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) إن ظهور أدبيات تتحدث فضائل القدس عند المسلمين (ككتب وأخبار متفرقة) – والتي تعددّ ميزات المدينة كأعزّ مكان عند الله أو كنقطة البداية والنهاية للعالم، وما يحصّله زائر هذه المدينة من الكرامات والمكاسب في هذه الدنيا وفي الآخرة – هو دليل على أهمية القدس. نرى تأثير ذلك مثلاً في ما يقوله الرحالة ناصر خسرو (ت. 1088) عند زيارته للقدس في شهر رمضان من سنة 1047: “وأهل الشام وأطرافها يسمّون بيت المقدس القدس، ويذهب إلى القدس في موسم الحج من لا يستطيع الذهاب إلى مكة من أهل هذه الولايات، فيتوجّه إلى الموقف ويُضحّي ضحيّة العيد كما هي العادة، ويحضر هناك لتأدية السنة في بعض السنين أكثر من عشرين ألف شخص في أوائل ذي الحجّة ومعهم أبناؤهم”. يعطينا هذا الوصف فكرة واضحة عن أهمية القدس وتخصيصها من قبل المسلمين بالزيارة وممارسة شعائر فيها تميّزها عن الكثير من المدن الإسلامية.

 

وفي العصر الحديث وبعد احتلال الصهاينة لفلسطين عام 1948 م أصبحت مدينة القدس تحتل موقعا متقدما في الخطاب السياسي للفلسطينيين وذلك منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 وهذا الموقع الخاص يكشف أهمية المدينة من الناحية الدينية والاقتصادية والسياسية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي. وتتمتع مدينة القدس، وخاصة الحرم الشريف، بثقل ديني كبير ويُنظر إليها من قبل المسلمين كمركز جذب رئيسي ومدينة تتمتع بقدسية دينية خاصة

 

وحظيت المدينة، وما تزال، بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، وتميزت بخصوصية الزمان والمكان. فهي في الزمان ضاربة جذورها منذ  الحضارة العربية الكنعانية، أما بالنسبة لخصوصيتها المكانية، فقد شملت الموقع والموضع، فكانت ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، تعاقبت عليها الحضارات، وأَمّتها الجماعات البشرية المختلفة، مخلفة وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية، التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ، دلالة على عظم وقدسية المكان.

 

شكلت فلسطين والقدس خط الدفاع الأول عن الإسلام وبلاد المسلمين، واستمدت المدينة أهميتها الدينية عند المسلمين، ليس لأنها ذات أصول عربية كنعانية فحسب، بل لأنها مهد الرسالات أيضا، فمنها عرج رسول الله "محمد" صلى الله عليه وآله سلم إلى السماوات السبع وتكلم إلى ربه، وتم فرض الصلوات الخمس على المسلمين، ثم العودة من السماوات العلى إلى بيت المقدس ومنها إلى مكة المكرمة.

 

والقدس جزء من أرض فلسطين، بل هي غرة جبينها، وواسطة عقدها، حباها الله من القدسية والبركات ما لم يهبه لغيرها من المدن في العالم أجمع, فقد كانت مأوى أنبياء كرام, وعاش عليها رسل عظام, وجاهد عليها المجاهدون, وبارك الله فيها وما حولها.


ولقد وصف الله هذه الأرض بالبركة: وهي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات وذلك في مواضع خمسة في كتابه:


أولها : في آية الإسراء حين وصف المسجد الأقصى بأنه: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
ثانيها : حين تحدث في قصة خليله إبراهيم عليه السلام: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ


ثالثها : في قصة موسى عليه السلام حيث قال عن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا(.


 رابعها : في قصة سليمان عليه السلام وما سخّر الله له من ملك لا ينبغي لأحد من بعده، ومنه تسخير الريح، وذلك في قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}.


خامسها : في قصة سبأ وكيف منَّ الله عليهم بالأمن والرغد قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ}.فهذه القرى التي بارك الله فيها هي قرى الشام وفلسطين.


قيل: "هي قرى بيت المقدس". وقال الآلوسي: "المراد بالقرى التي بورك فيها: قرى الشام، لكثرة أشجارها وأثمارها، والتوسعة على أهلها". 

 

واجب المسلمين نحو القدس

 

إن الأقصى المبارك يمرّ في أخطر اللحظات خلال هذه الحقبة الأخيرة من تاريخه, فالاستكبار الصهيوني قد بلغ أوجه، فالقتل، والتشريد, وهدم المنازل, والحصار الاقتصادي الرهيب، وقد بيّت الخطر الصهيوني أمره, وحدد هدفه, وأحكم خطته لهدم الأقصى المبارك, وبناء الهيكل على أنقاضه, ولم يجد من أمة الإسلام على امتدادها واتساعها من يصده ويرده.

 

لقد حثّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم  المسلمين على التواصل المستمر بينهم وبين بيت المقدس, وذلك بإتيانه ومسجده الأقصى, وإكرامه بالصلاة فيه, أو بإرسال الزيت للإسراج في قناديله وإضاءتها, وهذا من المبشرات بأن القدس سيفتحها الإسلام وستكون للمسلمين, وقد كان؛ ففتحت القدس في العام الخامس عشر للهجرة.

 

من واجب المسلمين نصرة القدس ودعم نضال اهلها في مواجهة الصهاينة المحتلين. إن يوم القدس العالمي يشكل فرصة مناسبة لايصال مظلومية الشعب الفلسطيني لأسماع العالم.

انتهى/ ع ز




محتوى ذات صلة

خلال كلمته في مسيرة يوم القدس العالمي

قاليباف: طوفان الأقصى تعتبر نقطة تحول واجراءً مشروعاً وعادلاً ضد الصهاينة وإسرائيل آلة القتل لأمريكا المجرمة
خلال كلمته في مسيرة يوم القدس العالمي

قاليباف: طوفان الأقصى تعتبر نقطة تحول واجراءً مشروعاً وعادلاً ضد الصهاينة وإسرائيل آلة القتل لأمريكا المجرمة

قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف "إن عملية طوفان الأقصى كانت نقطة تحول وتحركاً محقاً ومشروعاً ضد جرائم أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني".

|

قائد الثورة الإسلامية: مسيرات يوم القدس هذا العام ستكون الأعظم في التاريخ

قائد الثورة الإسلامية: مسيرات يوم القدس هذا العام ستكون الأعظم في التاريخ

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة اية الله السيد علي خامنئي في كلمة متلفزة مساء اليوم الخميس أن مسيرات يوم القدس العالمي لهذا العام ستكون ان شاء الله من بين أكثر المسيرات عظمةً وكرامةً في تاريخ هذه المناسبة العظيمة.

|

سرقة التراث الفلسطيني: مخطط إسرائيلي لتزييف التاريخ

سرقة التراث الفلسطيني: مخطط إسرائيلي لتزييف التاريخ

  وكالة القدس للأنباء(قدسنا) تستمر إسرائيل في انتهاج سياسات تهدف إلى سرقة التراث الفلسطيني، سواء بالمعنى المادي المباشر أو من خلال محاولات متكررة لتزييف التاريخ وإعادة تصنيف المواقع الأثرية والثقافية الفلسطينية على أنها جزء من "التراث الإسرائيلي". تستند هذه ...

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)