البدائل الإستراتيجية للمقاومة
في الضفة الغربية

خبراء ومحللون
أقامت جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني مؤتمرا صحفيا بحضور عدد من الخبراء في الشؤون السياسية والعسكرية لدراسة آخر التطورات والمستجدات علي الساحة الفلسطينية لاسيما مدينة جنين التي تستمر في تصدّر مشهد المقاومة المسلّحة منذ أشهر.
وأفادت وكالة القدس للأنباء(قدسنا) أن المؤتمر أقيم تحت عنوان "ماذا يحدث في جنين؟" في مقطر جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني في العاصمة طهران، بحضور عدد من المحللين والنشطاء حيث تحدثوا عن البدائل الإستراتيجية التي اعتمدتها المقاومة في الضفة الغربية وأثر هذه البدائل علي تغيير المادلات لصالح المقاومة.
وشهد المؤتمر القاء كلمات لكل من مندوب حركة الجهاد الإسلامي في طهران، ناصر أبوشريف، المساعد السياسي لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، حسين رويوران، الخبير في الشؤون السياسية، د. سيد رضا صدرالحسيني، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، د. عليرضا عرب.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أشار مندوب حكة الجهاد الإسلامي، ناصر أبوشريف إلي جيل الشباب أخذه بزمام المبادرة للقيام بتنفيذ عمليات فدائية وقال: غالبية العمليات الفدائية التي شهدت المدن الفلسطينية في الشهر الأخيرة نفذت بواسطة شباب ولدوا بعد اتفاق أوسلو. إن هذا الجيل اختار طريق المقاومة وانضموا إلي صفوف حركة الجهاد الإسلامية لأنهم وجدوا بأن المقاومة هي الحل الوحيد لإستعاد الحقوق ودحر الاحتلال الصهيوني من أراضيهم التي سلبت منهم.
وأضاف أبوشريف: أن هؤلاء الشبان ابتعدوا اختاروا نهج المقاومة واستهداف المحتلين بدلا من خوض غمار السياسة، منوها إلي أن أحداث الشيخ جراح وبعد ذلك معركة سيف القدس أثرت بشكل كبير علي قناعات جيل الشباب بضرورة التمسك بخيار المقاومة الأمر الذي ساهم كبيرا في تصاعد الأعمال البطولية والفدائية في الأشهر الماضية.
من جهته أكد الخبير في الشؤون الاقليمية، سيد رضا صدر الحسيني أن موازين القوي تغيرت لصالح المقاومة الفلسطينية مقابل تراجع دور الكيان الصهيوني، فإسرائيل باتت اليوم تسير بخطى سريعة نحو الزوال.
وأضاف: في المرحلة الراهنة نشهد تصاعد المقاومة مقابل تراجع قوة الردع الإسرائيلية إلي أدني مستوياتها، وسبب ذلك يعود لعدة أسباب منها أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي لايؤمنون بالدوافع التي كان يؤمن بها أسلافهم ونتيجة لذلك نشهد الآن تنامي ظاهرة رفض الخدمة العسكرية بصفوف جيش الاحتلال.
وأشار صدر الحسيني إلي تصاعد عمليات المقاومة في الضفة المحتلة وانعكاساتها على الاحتلال الصهيوني، وقال: إن البدائل الإستراتيجية التي اتبعتها المقاومة في الضفة الغربية غيرت المعادلات وقلبت الطاولة علي الاحتلال، الأمر الذي شكل مصدر قلق كبير للمؤسسة الأمنية في "إسرائيل"، ونتيجة لذلك اضطر الصهاينة إلي تغيير استراتيجيتهم الأمنية والدفاعية.
بدوره أكد الخبير في الشؤون الدولية، د. حسين رويوران أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من مواجهات واشتباك مع قوات الاحتلال الصهيوني في القدس والضفة والأراضي المحتلة هو عبارة عن موجة جديدة قد تتوسع إلي انتفاضة شاملة ستكون أخطر من الانتفاضات الفلسطينية السابقة.