الاحتلال رضخ لشروط المقاومة
نازحون بالخيام: سنعود إلى الشمال وسنبقى ثابتين على ركام منازلنا!

مع بدء سريان قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة تمام الساعة 8:30، صباح أمس الأحد، سادت أجواء من الفرح بين الفلسطينيين، خاصة في مخيمات النزوح جنوب القطاع.
وما إن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حتى ارتفعت أصوات التكبير والتهليل في مختلف مناطق القطاع، وخرج الأهالي في مسيرات حاشدة، تعبيرًا عن فرحتهم بانتهاء الحرب ووضع حد لمشاهد القتل والدمار والموت.
وعبّر النازحون الفلسطينيون في جنوب قطاع غزة عن سعادتهم، مؤكدين ثباتهم وصمودهم الأسطوري بعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كما عبروا عن آمالهم في العودة إلى بيوتهم وأحيائهم السكنية، وعن رضوخ الاحتلال لشروط المقاومة الفلسطينية في غزة.
وينص الاتفاق، في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع، على الإفراج عن 33 محتجزًا (إسرائيليًا) في غزة، مقابل إفراج الاحتلال عن 1737 أسيرًا فلسطينيًا، إضافة إلى فتح معبر رفح بعد 7 أيام من بدء تطبيقه، وكذلك إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا.
النازح فايز سعد الله، وهو من سكان شمال قطاع غزة، عبّر عن فرحته بدخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وعن توقف حرب الإبادة التي شنها الاحتلال على غزة لأكثر من 16 شهرًا، ارتكبت خلالها (إسرائيل) أبشع الجرائم.
ويقول سعد الله، الذي نزح إلى جنوب القطاع مع بداية الحرب، لـ"الرسالة": "أنا وجميع النازحين ننتظر بفارغ الصبر قرار عودتنا إلى شمال القطاع، وبدأنا في تجهيز أنفسنا للعودة إلى أحيائنا."
ويضيف: "رغم ما تعرضنا له خلال حرب الإبادة، إلا أننا سنبقى صامدين ثابتين في غزة.. سنسكن على أنقاض منازلنا"، متابعًا حديثه: "ها هي غزة وشعبها الصامد يقف شامخًا أمام الاحتلال."
أما الشاب حمدي البسيوني، فهو الآخر متحمس للعودة إلى شمال القطاع، رغم تدمير جيش الاحتلال منزله الذي عاش فيه لأكثر من 20 عامًا في منطقة بيت حانون شمال غزة.
ويقول البسيوني (31 عامًا) لـ"الرسالة": "سنعود ونجلس على ركام منازلنا رغم أنف جيش الاحتلال (الإسرائيلي) الذي كان يخطط لتهجيرنا وسرقة أرضنا."
ويضيف الشاب، الذي فقد أكثر من 20 شهيدًا من أفراد عائلته: "رغم الدمار وتغوّل الاحتلال على دماء أبناء شعبنا وارتكابه المجازر البشعة، إلا أنه رضخ لشروط المقاومة وانسحب ذليلًا صاغرًا."
ويوضح البسيوني أن مشاهد الدمار في شمال غزة موجعة ومحزنة، لكنه يؤكد: "سنعيد إعمار ما دمره الاحتلال، وسنبقى صامدين ثابتين على أرضنا، وسنكون سندًا للمقاومة التي مرغت أنف الاحتلال على مدار 16 شهرًا من الحرب."
أما الشاب صبري أبو طالب، فقد عبر عن فرحته بدخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، قائلاً: "بعد أكثر من 15 شهرًا من حرب الإبادة، يتنفس أبناء شعبنا اليوم فرحة الصمود والصبر."
ويضيف في حديثه لـ"الرسالة": "سنعود إلى بيوتنا التي دمرها الاحتلال، وسنضع خيمة على أنقاض منازلنا ونسكن بها.. نحن متحمسون جدًا للعودة إلى شمال قطاع غزة."
ويتابع: "غادرنا منازلنا مرغمين تحت نيران القصف والإبادة التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا وبيوتنا وشوارعنا وكل معالم شمال غزة، وننتظر الآن على أحر من الجمر لنعود إليه، رغم تغير معالمه الجميلة وتحوله إلى كومة من الركام."
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS