الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir
ملاحظات عن المفاوضات غير المباشرة في العاصمة العمانية

قوة وعظمة الجمهوريّة الإسلاميّة تستند إلي الوحدة الوطنية والتقدم في جميع المجالات/ طهران تتفاوض بذكاء وحكمة وشرف، وعلى أساس المصالح الوطنية

بدأت المحادثات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس السبت في العاصمة العمانية، وقد دخلت إيران هذه المفاوضات وهي تحمل تجربة مشوبة بالشكوك والتشكيك ناتجة عن تنصل الطرف الآخر من التزاماته، كما ظهر ذلك في مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا عام 2015.

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) بدأت المحادثات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس السبت في العاصمة العمانية، وقد دخلت إيران هذه المفاوضات وهي تحمل تجربة مشوبة بالشكوك والتشكيك ناتجة عن تنصل الطرف الآخر من التزاماته، كما ظهر ذلك في مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا عام 2015.

 

ومهما يكن فثمة شواهد كثيرة تؤكد دخول إيران في المفاوضات الجديدة من منطلق قوة وبذكاء وعقلانية وحكمة، نوجزها فيما يلي:

 

- الفريق الإيراني المفاوض وأعضاء غرفة المرافقين له، وإدراكًا منهم بأن أحد الأخطاء السابقة كان الفشل في حرب الروايات عالميا واقليميا وداخلياً، عملوا هذه المرة بشكل  ناجح، وكانوا سباقين في تقديم الرواية الأولى، كما أن الفريق الإعلامي المرافق للفريق المفاوض عمل بنشاط ودقة كبيرين قبل وأثناء وبعد المفاوضات.

 

- بذل الجانب الأمريكي جهودًا كبيرة لإدخال الصحفيين إلى قاعة المفاوضات، وذلك للاستعانة بهم وبقوة الإعلام لنقل وتسويق رواياته، للتأثير على مسار المفاوضات، وكذلك لإسكات صوت إيران في المفاوضات عن طريق إثارة ضجة إعلامية. لكن الفريق الإيراني رفض -وبحزم وذكاء- طلب حضور وسائل الإعلام في قاعة المفاوضات، وأفشل هذه الخطة العدوانية التي سلبت المبادرة من إيران في المفاوضات السابقة.

 

- انطلاقًا من التجربة الناجحة للتنسيق بين الميدان والدبلوماسية في الماضي، أصبحت إيران تتمتع بتجربة قيمة تتمثل في التنسيق بين الميدان والدبلوماسية والإعلام، وهو أمر يتمتع بأهمية كبيرة، ففي الوقات الراهن أصبحت أهمية ومكانة الإعلام باعتباره ركناً مكملاً للميدان والدبلوماسية ومهدئًا للرأي العام واضحة أكثر من أي وقت مضى للمسؤولين. علي أمل الوصول إلي تجربة جديدة  وأسمي تتمثل في التنسيق بين الميدان والدبلوماسية والإعلام والاقتصاد.

 

- في هذه المرحلة التي تميل فيها كفة الميزان التفاوضي لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن الوحدة الوطنية وتكاتف أفراد المجتمع، وتجنب الخلافات الداخلية، واليقظة تجاه مؤامرات العدو، وضرورة التحلي بالبصيرة في مواجهة الحرب المعرفية للعدو التي حذر منها مرارًا وتكرارًا سماحة قائد الثورة الإسلامية، تعد من أوجب الواجبات وأفرض المفروضات وأوكد المؤكدات .

 

- تحتاج البلاد إلى وحدة مصحوبة بالتآزر، وصمود عقلاني مصحوب بالذكاء، وقوة مصحوبة بالشجاعة والبسالة، وطاعة مطلقة لأوامر القيادة، حتى نجتاز هذا المنعطف التاريخي بقوة وعزيمة، بعون الله وقوته.

 

ملاحظات موجهة للمسؤولين ووسائل الإعلام:

 

- لا ننسى أن أمريكا هي العدو نفسه الذي يحمل في سجله 46 عامًا من الخبث والخداع ونقض العهود بحق الشعب الإيراني، وهذا يستدعي أن يقوم الفريق المفاوض ووسائل الإعلام بنشر نتائج هذه المفاوضات غير المباشرة بشكل منطقي للغاية بعيدًا عن العواطف.

 

- لنتذكر أن علامة نجاح المفاوضات مع العدو الغادر، هي التعويض عن كل الشرور ونقض العهود، وإزالة جميع العقوبات الظالمة، وكف الطرف الأميركي عن سلوكه العدواني الماضي.

 

خلاصة القول هي أن السبب الوحيد لتقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه السنوات الـ 46 وقوتنا وعزيمتنا اليوم، هو فقط وفقط التوكل على الله تعالى، وبركة دماء الشهداء، والاعتماد على شباب الوطن والجهود الداخلية، وليس التفاوض مع العالم الغربي. وعليه يجب ألا نكرر الخطأ الذي ارتكبه الوفد الإيراني في مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة ، وأن نربط كل شيء في البلاد، حتى مياه الشرب، بهذه المفاوضات. إن فكرة أن جميع مشاكل البلاد ستحل بين عشية وضحاها وبمجرد إجراء مفاوضات، ماهي إلا توقعات تعتمد على أساس غير واقعي.

 


| رمز الموضوع: 402753







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)