الکیان الصهیونی إعتقل 700 طفلاً فلسطینیاً لا لذنب

کشفت الصحفیة الیهودیة (عامیرا هس) فی صحیفة "هاآرتس" الصهیونیة ، أن قوات الاحتلال تعتقل فی السنة نحو 700 طفل فلسطینی، وتقدمهم إلى المحاکمة العسکریة بـ"تهمة" إلقاء الحجارة على سیارات المغتصبین أو على الجنود، وشکا 97% منهم من التعرض للتعذیب، و14% منهم من تعرضهم لاعتداءات جنسیة أو لتهدید بالاعتداء الجنسی.

جاءت أقوال "هس" خلال تقریر لها فضحت فیه کیفیة إعتقال جنود الاحتلال أطفالاً من مدارسهم، ومن داخل الصفوف، ووجَّهت إلیهم "اتهامات" بقذف الحجارة، ثم سُحبت القضیة بعد أن کاد محامی الدفاع یثبت أنهم استخدموا شهادات کاذبة أمام المحکمة.

وبینت "هس" أن هذه القضیة موجودة فی المحاکم العسکریة منذ نحو سنتین، حین اعتقلت القوات الاسرائیلیة مجموعة من الأطفال الفلسطینیین فی مخیم العروب للاجئین للاشتباه فی أنهم قذفوا الحجارة على السیارات المارة بالمکان.

وادَّعى الجنود بدایةً أنهم ضبطوا الأطفال متلبسین وهم یقذفون الحجارة، ولکن عندما استجوبهم المحامی من طرف مؤسسة الضمیر الفلسطینیة محمود حسان، وواجههم بحقائق أخرى، اعترفوا بأنهم لم یروا الأطفال وهم یصیبون أیة سیارة.

واعترفوا أیضًا أن قسمًا من الأطفال اعتقلوا وهم داخل بوابة المدرسة الزراعیة المقابلة للمخیم، وفی الجلسة الأخیرة للمحکمة أعلن المحامی أنه سیطلب جلب عدد من معلمی المدرسة لتقدیم الإفادة، وأکد أنهم سیشهدون بأن الجنود اعتقلوا جمیع الأطفال فی المدرسة، بل إن بعضهم اعتقل وهم داخل الصفوف، وعندها أعلنت النیابة أنها قررت سحب الملف من المحکمة، وعملیًّا إبطال "الاتهامات" فتم إطلاق سراحهم.

وأوضحت "هس" أن هذه واحدة فقط من القضایا التی تظهر مدى التعسف فی المحاکم العسکریة عمومًا، وتجاه الأطفال الفلسطینیین بشکل خاص؛ حیث إن المحکمة وافقت على اعتقالهم بناءً على إفادات الجنود التی تبیَّن أنها کاذبة، ولکن فی هذه المرة حارب المحامی من أجل موکلیه بکل قوة وإصرار، فانکشفت الحقیقة، ولکن فی حالات أخرى کثیرة انتهت المحاکم بقرارات إدانة وسَجْن لأطفال بشکل جائر، وذکرت أن عدد الأطفال الذین یعتقلهم الجیش الصهیونی فی کل سنة یصل إلى 700 طفل.

وأبرزت "هس" فی تقریرها إحصاءاً جرى أخیرًا بیَّن أن نحو 65% من هؤلاء الأطفال یتم اعتقالهم بین ساعات منتصف اللیل والساعة الرابعة فجرًا، وأنهم یتعرضون منذ اعتقالهم لشتى صنوف التنکیل والتعذیب: 97% منهم قالوا إنه جرى تکبیلهم بالأغلال فترة طویلة، و92% شکوا من تعصیب عیونهم فترة طویلة، و69% شکوا من تعرضهم للعنف الجسدی من قبل الجنود والمحققین، وشکا 50% من شتائم وإهانات کلامیة، و49% منهم تعرضوا للتهدید بالعنف إذا لم یعترفوا، و32% منهم وقَّعوا على إفادات مکتوبة باللغة العبریة التی لا یجیدونها.

ن/25