الاسرائیلیون یحتفلون.. والسلطة صامتة
الاسرائیلیون یحتفلون.. والسلطة صامتة
عمت الاحتفالات مستوطنات الضفة الغربیة والقدس المحتلة بمناسبة انتهاء فترة تجمید الاستیطان التی اعلنتها حکومة بنیامین نتنیاهو الیمینیة استجابة لضغوط امریکیة بهدف استئناف المفاوضات المباشرة الفلسطینیة الاسرائیلیة.
المستوطنون باشروا فوراً یوم امس البناء فی المستوطنات دون استثناء، بینما التزمت حکومة نتنیاهو الصمت، اما السلطة الفلسطینیة ورئیسها والمتحدثون باسمها، فقد اختفوا عن الانظار، وکان هناک اتفاق غیر معلن مع نظرائهم الاسرائیلیین بعدم الادلاء بأی تصریحات لاجهزة الاعلام.
الدکتور صائب عریقات رئیس ملف المفاوضات المعروف بحبه لأضواء کامیرات التلفزة، والذی قال فی اکثر من مقابلة تلفزیونیة ان السلطة 'لن' تبقى فی المفاوضات المباشرة یوماً واحداً فی حال استئناف البناء فی المستوطنات الاسرائیلیة. واکد رئیسه محمود عباس ان الاستیطان والسلام لا یلتقیان.
السلطة الفلسطینیة تقول انها ستلجأ الى لجنة مبادرة السلام العربیة للتشاور معها حول خطوتها المقبلة تجاه هذا القرار الاسرائیلی برفض تمدید تجمید الاستیطان، ومن غیر المستبعد ان تصدر هذه اللجنة فتوى جدیدة بضرورة الاستمرار فی المفاوضات المباشرة لاعطاء فرصة للادارة الامریکیة للتعاطی مع هذا النکوص الاسرائیلی، و'فضح' النوایا الاسرائیلیة و'تعریتها' امام العالم.
أحد الوزراء فی السلطة السید ماهر غنیم قال ان هناک بدائل یمکن اللجوء الیها، وعندما سئل ان یحددها، قال ان من بینها الذهاب الى مجلس الامن الدولی، ولکنه لم ینطق بکلمة واحدة عن الانتفاضة او المقاومة.
الرئیس محمود عباس وفی حدیث ادلى به للزمیلة صحیفة 'الحیاة' قال انه سیعود الى المؤسسات الفلسطینیة ولجنة المتابعة العربیة، واکد على عدم العودة الى نهج 'عسکرة' الانتفاضة، لانها الحقت الکثیر من الدمار.
المؤسسات الفلسطینیة التی یقول الرئیس عباس انه سیلجأ الیها لم تعد موجودة، فاللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر رفضت المفاوضات المباشرة، ومع ذلک لم یؤخذ برفضها هذا، وادعى انه حصل على تفویض منها رغم ان نصف الاعضاء لم یشارکوا فی الاجتماع الذی دعا الى عقده على امل توفیر الغطاء لخطوته تلک.
الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین التی تعتبر الفصیل الوحید الذی یتمتع بثقل داخل اللجنة التنفیذیة، اعلنت بالامس تعلیق عضویتها فیها وبالتالی مقاطعتها لاجتماعاتها.
وکذلک فعلت بعض الشخصیات الفلسطینیة المستقلة التی اختارها الرئیس عباس بعنایة لکی تساند مواقفه.
الشعب الفلسطینی فی غالبیته فقد الثقة بالسلطة بعد ان فقدت ما تبقى لها من مصداقیة، ولم یعد یصدق تصریحات ومواقف مسؤولیها بمن فیهم الرئیس عباس نفسه، لانه یتراجع دائما عن اقواله وتهدیداته. فقد هدد بعدم الذهاب الى المفاوضات غیر المباشرة مع الاسرائیلیین وذهب، وشدد بانه لن یشارک فی ای مفاوضات مباشرة دون مرجعیة او تحقیق تقدم فی المفاوضات غیر المباشرة، وشارک دون ان تتحقق ای من مطالبه، واکد فی اکثر من حدیث صحافی انه لن یبقى یوما واحدا فی المفاوضات بمجرد ان تستأنف اسرائیل الاستیطان، وها هو یقول انه سیستمر فیها ولن یغادرها الا بعد التعرف على رأی لجنة متابعة مبادرة السلام العربیة بعد عشرة ایام تقریبا.
الرئیس عباس سیستمر فی المفاوضات المباشرة طالما انه لا یرید الانتفاضة، ولا یرید المقاومة، ولا یرید حتى التفکیر بحل السلطة مثلما هدد المتحدثون باسمه اکثر من مرة فی حال استئناف الاستیطان، ومن بین هؤلاء کبیر مفاوضیه الدکتور صائب عریقات.
ماذا یرید الرئیس عباس اذن؟ البقاء فی سلطة تتحول بشکل متسارع لکی تکون اداة للاحتلال لقمع شعبها، وحمایة المستوطنین ومشاریعهم فی توسیع مستوطناتهم وحرق المزروعات ومصادرة الاراضی واکمال تهوید القدس المحتلة.
( عن القدس العربی اللندنیة )
ن/25