شهداء مع وقف التنفیذ..
وکالة القدس للانباء(قدسنا) والدة الأسیر المصری المریض بالسرطان من سکان مدینة دیر البلح وسط قطاع غزة، لم تزره منذ 6 شهور، بسبب مرضها الذی أقعدها وجعلها غیر قادرة على تحمل معاناة التنقل لزیارة نجلها خاصةً مع الانتهاکات التی تمارس بحقها قوات الاحتلال خلال الزیارة من تفتیش عاری وإذلال ومهانة، وقد بلغت من العمر 67 عاماً.
المصری (33 عاماً) شهید مع وقف التنفیذ، کباقی إخوته الأسرى المرضى ضحایا الاهمال الطبی، والمماطلة المتواصلة فی تقدیم العلاج المناسب، رغم صعوبة الحالات الصحیة وخطورته التی وصلوا إلیها بسبب استمرار اعتقالهم بشکل لا یقبله شرع أو قانون.
شقیقه یاسر، کان یسمع بلهفة أخباره عند کل زیارة تقوم بها والدته، ولا تجول بخاطره سوى أمنیة واحدة وهی أن یتمکن من زیارة شقیقه للاطمئنان علیه، أو تحسین ظروف معیشته، والاهتمام بحالته الصحیة، والموافقة على طلب الإفراج المبکر عن شقیقه.
یقول لـ"وکالة فلسطین الیوم الإخباریة"، أن شقیقه یعانی عدة أمراض فی سجون الاحتلال أبرزها معاناته مع مرض السرطان فی الغدد اللمفاویة، واکتشاف ثلاثة نقاط سوداء فی منطقة الکبد یعتقد أنها سرطان، فضلاً عن الهزال فی جسمه بشکل کامل، والدوخة، بالإضافة إلى معاناته من مشاکل الرؤیة خاصةً فی عینه الیسرى، وأخرى فی الأمعاء.
وأضاف، أن إدارة سجون الاحتلال تماطل فی تقدیم العلاج لشقیقه، أو حتى تقدیم نتائج الفحوصات التی یتم إجراءها له، حتى لا یتم أخذها فی المحکمة، حیث أن العائلة قدمت طلبین للإفراج المبکر عنه نظراً لحالته الصحیة، ولکن أطباء السجون تماطل فی إجراء الفحوصات حتى لا یتم النظر فیها لصالح المحکمة.
وأشار المصری، إلى أنه فی الثالث والعشرین من شهر أبریل الحالی، هناک محکمة لشقیقه، حیث سیتم النظر فی تخفیف الحکم عنه حیث أمضى ثلثین المدة، بعد أن قضى 13 عاماً من أصل 20 عاماً مدة محکومیته.
وأوضح المصری، أن الطبیب الذی کان سبباً فی التدهور الصحی لحالة شقیقه، هو ذاته الطبیب الذی یواصل الإهمال الطبی المتعمد لشقیقه، فبدلاً من معاقبته، یتم ترقیة منصبه، لیمارس دوره الخبیث بشکل ممنهج لتصفیة الأسرى.
1600 أسیر مریض
یاسر صالح المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس للأسرى والمحررین"، أوضح فی تصریح لـ"وکالة فلسطین الیوم الإخباریة"، أن أکثیر من 1600 أسیر مریض یقبعون فی سجون الاحتلال، منهم 25 مریضاً بالسرطان، أخطرها " معتصم رداد، یسری المصری، عامر بحر، مراد أبو معیلق، حازم مقداد، کاید حسن هارون، علاء الهمص، فواز بعارة، نبیل النتشة، کمال نجیب أبو عمر"، فضلاً عن 70 آخر یعانون إعاقة نفسیة حسیة وسمعیة.
کما أشار صالح، إلى وجود عشرات الحالات من الأسرى المصابین بأمراض مزمنة، فضلاً عن 55 شهیداً استشهدوا نتیجة الإهمال الطبی.
وأکد على أن الاحتلال ینتهج ساسة القتل البطیء للأسرى فی سجونه، ومنهم من ینجوا داخل السجن من المرض، ولکنه یحمل المرض معه خارج السجن ویلقى الله متأثراً به، کما حدث مع الشهید الأسیر جعفر عوض.
مراقبة ومتابعة دون الإفصاح عن الحالة
سهیر زقوت المتحدثة باسم اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر بغزة، أوضحت لـ"وکالة فلسطین الیوم الإخباریة"، أن مسؤولیة اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر هی التأکد من توفیر الرعایة الطبیة الکافیة اللازمة للمعتقلین من قبل سلطات الاحتلال "الإسرائیلی"، من خلال زیارة طبیب الصلیب لأماکن الاعتقال، حیث یتم زیارة کل سجون الاحتلال.
وأوضحت زقوت، أن طبیب الصلیب الأحمر یقوم بمراقبة السجن من ناحیة الرعایة الطبیة، ویقوم بإعلام طبیب السجن بملاحظاته، وإذا لم یستجب لها عدة مرات، یقوم برفع تقاریره لجهات أعلى، حیث یُبلغ السلطات "الإسرائیلیة"، بوجوب تقدیم الرعایة الطبیة للمرضى المعتقلین.
وأکدت على أن وجود طبیب الصلیب الأحمر مهم لتقدیم العلاج له، ومتابعة الرعایة الطبیة له.
وفی سؤال حول عدم نشر تقاریر طبیب الصلیب حول حالة الأسرى المرضی، أوضحت زقوت أن الصلیب الأحمر یرفض الإفصاح عن حالة المعتقل، أو الخروج بموقف علنی، للحفاظ على خصوصیة وسریة المریض، حیث أنها کجهة محایدة لا یمکنها الخروج بمعلومات شخصیة طبیة عن حالة المریض. وفیما یتعلق بمطالبات الأهالی للصلیب الأحمر بالتدخل، أشارت زقوت إلى أنه لدى الأهالی توقعات عالیة من الصلیب باعتبارها قد تکون الجهة الوحیدة التی یمکن اللجوء إلیها، ویمکنها الوصول لحل لابنها.
وقالت زقوت: نطالب بزیارات خاصة فی حالة المریض التی حالته حرجة، وهی مبادرة إنسانیة من الصلیب الأحمر تخضع لموافقة الاحتلال.
ونوهت إلى أن الصلیب یراقب ویتابع حالات الأسرى المضربین عن الطعام، للتأکد من أن المریض لا یُجبر على إنهاء إضرابه عن الطعام، أو اجباره على الاستمرار فی إضرابه، مشیرةً إلى أن الصلیب الأحمر رفض التغذیة القسریة، وطالب بسرعة وجود حل لتلافی حالات الوفا .