qodsna.ir qodsna.ir

أربعة عوامل تمنع عباس من تنفیذ المصالحة الفلسطینیة

وکالة القدس للانباء(قدسنا) برزت تلک المراوغة جلیّة بعد أن تراجعت فتح عن الاتفاقات السابقة مع حرکة حماس، لاسیما فیما یتعلق بحلّ ملف موظفی غزة، وتفعیل المجلس التشریعی، وبرنامج الاجماع الوطنی المتمثل فی وثیقة الوفاق، حیث تصر فتح على فرض برنامج منظمة التحریر لتعمل به أی حکومة وحدة مقبلة، ما دفع بحماس للإعلان عن فشل اللقاء الثالث ومغادرة وفد فتح الدوحة.

مصادر سیاسیة اعلنت أن وفد فتح غادر الدوحة قبل وصول رئیس السلطة محمود عباس، و"ذلک لکیلا یضغط علیه القطریون باستئناف الجلسات مع حماس".

ومن الواضح أن أربعة عوامل تمنع أبو مازن من توقیع اتفاق المصالحة مع حرکة حماس، تکمن أولها فی أن تنفیذ المصالحة یعنی الذهاب لتشکیل حکومة وحدة وطنیة تشمل جمیع ألوان الطیف الفلسطینی، وترفع نسبة الشراکة بین الفصائل فی القرار السیاسی؛ مما یضع قیودا على ملف التنسیق الأمنی مع الاحتلال.

ویرفض عباس بشکل قاطع وقف التنسیق الأمنی مع الاحتلال "الاسرائیلی"، حیث وصفه فی جلسة مع الصحفیین الاسرائیلیین قبل عامین بأنه "مقدس" وتعهد بمواصلته بشتى الطرق، رغم استمرار الدعوات الفلسطینیة المطالِبة بوقفه.

وفی الخامس من آذار/ مارس 2014، قرر المجلس المرکزی لمنظمة التحریر، وهو ثانی أعلى هیئة لاتخاذ القرار لدى الفلسطینیین، بعد المجلس الوطنی، فی نهایة دورة اجتماعاته استمرت یومین فی مدینة رام الله، وقف التنسیق الأمنی بجمیع أشکاله مع (إسرائیل). لکن قرارات المجلس المتعلقة بوقف التنسیق الأمنی مع (إسرائیل)، لم تنفّذ على أرض الواقع، بقرار مباشر من عباس.

ویتمثل العامل الثانی فی أن تنفیذ المصالحة سیُلزم عباس فی تفعیل الأطر السیاسیة الوطنیة سواء على صعید منظمة التحریر أو المجلس الوطنی أو المجلس التشریعی، الأمر الذی یحد من تفرده بالقرار السیاسی ویحد من عبثه فی مشاریع التسویة.

ومن المهم ذکره أن عباس یصر على تعطیل الأطر السیاسیة الوطنیة، ویرفض إعادة هیکلة منظمة التحریر وإشراک حرکتی حماس والجهاد الاسلامی فی المنظمة، إلى جانب تعطیله جلسات المجلس التشریعی والمجلس الوطنی منذ سنوات.

أما العامل الثالث هو ان المصالحة فی حال تطبیقها ستشکل رافعة للضفة الغربیة المحتلة التی تخوض انتفاضة القدس، مما یتعارض مع نهج عباس وأجهزته الأمنیة التی تلاحق الانتفاضة وتفرض إطلاق ید المقاومة.

وتحاول السلطة بکل قوة محاربة انتفاضة القدس وتسعى لوأدها، لأنها تعتبر أن استمرارها وتصاعدها یهدد بقائها ومصالحها.

فیما یتمثل العامل الأخیر، فی أن تحقیقها یحدُّ من حالة الاستقطاب داخل حرکة فتح التی استفاد منها عباس واستطاع ان یضعفها ویعزز نفوذه من خلال إقصاء العدید من القیادات وعلى رأسهم محمد دحلان الذی یعده غریما سیاسیا.

ویعتقد عباس أن إنهاء الانقسام سیجعل فتح متفرغة لترتیب أوراقها الداخلیة، على حساب مصالحه الشخصیة، مما یدفعه للإصرار على بقاء الانقسام وتعزیزه.

وختاما یمکن القول أن هذه العوامل تمنع أبو مازن من تنفیذ المصالحة مع حرکة حماس، معتبرا التوقیع علیها بمثابة التوقیع على شهادة وفاته السیاسیة.

الرساله نت


| رمز الموضوع: 150330