السیطرة على الضفة.. الخیار الإسرائیلی الأصعب لاحتواء الانتفاضة
وکالة القدس للانباء(قدسنا) ویبدو أن قادة الاحتلال یریدون عکس أزماتهم وخلافاتهم الداخلیة التی یعیشونها إلى الفلسطینیین، من خلال الدعوات الرامیة للسیطرة على الضفة الغربیة.
وکان وزیر التعلیم (الاسرائیلی) زعیم حزب "البیت الیهودی" نفتالی بینیت، والمعروف بتطرفه الدینی قد دعا إلى ضم الضفة الغربیة إلى اسرائیل وفرض السیادة علیها، وهو ما أثار انتقادات المعسکر الصهیونی المعارض له.
ویرى مراقبون أن الدعوات التی أطلقها بینیت تأتی فی إطار المناکفات الداخلیة بینه وبین رئیس الحکومة بنیامین نتنیاهو من جهة، ومحاولة للسیطرة على انتفاضة القدس المندلعة من جهة أخرى.
وتسعى قوات الاحتلال الاسرائیلی لاحتواء انتفاضة القدس، التی اشتدت وتیرتها فی الفترة الأخیرة بعد حالة من الهدوء النسبی، من خلال اتخاذ اجراءات تعسفیة، وفق مختصین.
ویؤکد ذلک المختص فی الشأن الاسرائیلی د. عمر جعارة، أن الدعوات الاسرائیلیة الأخیرة تأتی فی إطار محاولة احتواء الانتفاضة والسیطرة علیها.
وقال جعارة فی حدیثه مع "الرسالة"، إن الاحتلال فقد السیطرة على مدن الضفة، وهو ما دفع الوزراء لإطلاق دعوات مطالبة بضرورة وضع مدن الضفة تحت سیادة (اسرائیل) حفاظا على سلامة مواطنیها.
وأشار إلى أن الانتفاضات الفلسطینیة لم تنته إلا بتوقیع اتفاق سیاسی، "وربما یکون الاعلان بمثابة مقدمة لذلک"، وفق قوله.
المختص فی الشأن الاسرائیلی د. مأمون أبو عامر، قال إن هذه التصریحات تأتی من باب المناکفات بین الوزیرین حول بعض القضایا السیاسة، والتی کان آخرها القرار المتعلق بمستوطنة "عامونا".
وأوضح أبو عامر فی حدیثه "للرسالة"، أن بینیت یعتبر المستوطنة أرض اسرائیلیة على خلاف الحکومة، التی قررت تفکیکها ونقلها لمکان آخر، "حتى لا تدخل فی خلافات خارجیة مع بعض الدول"، وفق قوله.
وبالعودة إلى جعارة، فإنه ایّد ما قاله سابقه، مشیرا إلى أن الحکومة الاسرائیلیة تعیش حالة من الازمة الداخلیة بین وزرائها، لذلک فهی تحاول تصدیرها للضفة.
وفی السیاق ذاته، استبعد جعارة أن یتم تطبیق القرار فعلیا على أرض الواقع، لعدة عوامل، أولها أن اعداد الفلسطینیین سیصبح أکثر من الاسرائیلیین وهو ما یخشاه الاحتلال.
وبیّن أن موضوع الضفة غیر محسوم فی الثقافة السیاسیة الاسرائیلیة، "وهی من أعوص المشاکل وأخطرها على أرض اسرائیل"، وفق قوله.
ثلاثة سیناریوهات بدوره، اعتبر الکاتب میخائیل کلاینر فی مقال له بصحیفة معاریف، ضم الضفة الغربیة إلى إسرائیل "الخیار الأکثر واقعیة وملاءمة لإسرائیل، ومن ثم فإن الحکومة الإسرائیلیة مدعوة لتطبیق هذا الحل من خلال التعاون مع الدول العربیة المجاورة، والتمهید لإعلان استفتاء عام بشأن مستقبل المناطق الفلسطینیة".
وقال "إن ضم الضفة الغربیة لإسرائیل وفرض القانون الإسرائیلی علیها هو الحل الصحیح من الناحیة التاریخیة والقانون الدولی، بناء على وعد بلفور وقانون الانتداب البریطانی".
ویرى کلاینر أن ضم الضفة هو الحل الأنسب لإسرائیل "فی ضوء التطورات السلبیة التی أعقبت الانسحاب الإسرائیلی من قطاع غزة عام 2005، مما جعل الإسرائیلیین أقل دعما لأی خطوة انسحاب من الأراضی الفلسطینیة".
وأوضح أن صناع القرار الإسرائیلی أمام ثلاثة سیناریوهات للتعامل مع الفلسطینیین، "الأول إقامة دولة فلسطینیة منزوعة السلاح، والثانی ضم الضفة الغربیة، والثالث بقاء الوضع القائم کما هو فی المناطق الفلسطینیة".
وأضاف أن الخیار الأول "هو الحل الذی یحظى بموافقة غالبیة الإسرائیلیین، لکنهم یخشون توقف هذه الدولة الفلسطینیة مع مرور الوقت عن کونها منزوعة السلاح، بحیث تستولی على فضائها الجوی مثل أی دولة أخرى والاستیلاء على کمیات المیاه المخصصة لإسرائیل".
وتابع "کل ذلک یعنی أن نتلقى بعد سنوات دولة جدیدة لحرکة حماس، تبدأ بإطلاق القذائف الصاروخیة علینا بصورة تدریجیة، وتصدر تهدیداتها ضد حرکة الملاحة الجویة فی مطار بن غوریون، بحیث تعانی منطقة غوش دان وسط إسرائیل ما تواجهه التجمعات الاستیطانیة فی سدیروت وأشکول على حدود غزة".
وذکر أنه "رغم التأیید الإسرائیلی لحل الدولتین، فإن هناک جهودا مطلوبة لتقلیل المخاطر الأمنیة الناجمة عن تطبیقه، مما یعنی أن الکثیر من الإسرائیلیین المؤیدین لهذا الحل باتوا یعلمون تماما أن الطریق إلیه مغلقة".
الرسالة نت