الاحتلال ينفذ مشروع الضم خطوة بخطوة عبر إرهاب المستوطنين
حذّر خليل التفكجي، الخبير في شؤون الاستيطان، من أن ما تشهده الضفة الغربية المحتلة اليوم من تصعيد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين يشكّل أداة تنفيذية مباشرة للسياسة "الإسرائيلية" الرسمية.
حذّر خليل التفكجي، الخبير في شؤون الاستيطان، من أن ما تشهده الضفة الغربية المحتلة اليوم من تصعيد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين يشكّل أداة تنفيذية مباشرة للسياسة "الإسرائيلية" الرسمية.
وأكد التفكجي في تصريح خاص لوكالة (شهاب) أن المستوطنين باتوا الذراع الميدانية للحكومة داخل الضفة، في إطار مخطط استراتيجي يهدف إلى إخلاء الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.
وأوضح أن عمليات إرهاب المستوطنين ليست أحداثاً منفصلة، بل جزء من رؤية منظمة تقوم على السيطرة التدريجية على الأراضي الزراعية والرعوية، وفرض أمر واقع جديد يمهّد لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى "إسرائيل".
وقال: "ما يجري هو سباق مع الزمن لتنفيذ الرؤية الإسرائيلية قبل أي تغيير سياسي محتمل في الولايات المتحدة أو صدور قرارات دولية يمكن أن تعيق هذا المشروع".
وأشار إلى أن أدوات تنفيذ هذه السياسة تشمل توسيع المستوطنات القائمة، ومصادرة الأراضي بذريعة أمنية، وربط المستعمرات بشبكة شوارع واسعة، إضافة إلى خنق الاقتصاد الفلسطيني ومنع نمو التجمعات السكنية الفلسطينية.
وتوقف التفكجي عند ما حدث مؤخراً في الجزء الشمالي الشرقي من الضفة، وتحديداً في منطقة طوباس، مؤكداً أن ما جرى هناك يمثل "نموذجاً مبكرًا للسيناريو الذي تستعد إسرائيل لتطبيقه في مناطق أخرى"، من خلال عزل التجمعات السكانية، وتوسيع ما يُعرف بخط "ألون" الذي يسيطر على نحو 27% من مساحة الضفة الغربية.
وبيّن الخبير المختص أن "إسرائيل" تستغل العقيدة التوراتية لدى المستوطنين، وتربّيهم على قناعة مفادها بأن هذه الأراضي "محتلة من الفلسطينيين ويجب تحريرها"، وهو ما يحوّلهم إلى أداة لتنفيذ الأجندة "الإسرائيلية" التي تسعى لفرض سيادة كاملة على المنطقة الممتدة بين النهر والبحر، كدولة واحدة ذات طابع قومي عبري.
ولفت التفكجي إلى الارتفاع الكبير في أعداد المستوطنين، موضحًا أن عددهم في الضفة الغربية تجاوز اليوم 517 ألف مستوطن، إضافة إلى 235 ألفًا في القدس المحتلة، وهي أرقام تعكس حجم الدعم السياسي والعسكري المقدم لهم، وتسليحهم بكثافة غير مسبوقة.
وأفاد التفكجي بأن حكومة الاحتلال تعمل على إقامة مستوطنات جديدة وتوسيع القائمة منها، وربطها بشوارع التفافية ضخمة تعزل القرى الفلسطينية وتقسّم الجغرافيا إلى كانتونات ضعيفة، مؤكداً أن هذه الخطوات تشكّل الأساس لعملية ضم تدريجية تتم خطوة بخطوة، وبمزيج من القوة العسكرية والدعم الحكومي والتوسع الاستيطاني.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS